لا يمكن إنكار الطبيعة الحاضرة دائمًا للمنتجات الرقمية والوسائط الإعلامية التي تخلق شعورًا بالضرورة والرغبة في البقاء على اطلاع متواصل. كمدير منتج، قد تواجه العديد من المنتجات المبتكرة التي تجعلك تشعر بالضياع في دوامة. إليك إحصاء سريعا، وفقًا لكلايتون كريستنسن، أستاذ في كلية هارفارد للأعمال، يتم تقديم حوالي 30,000 منتج جديد كل عام، ويفشل 95% منهم. آخ !
ان أي عامل يقيد قدرتك على اتخاذ قرارات جيدة لمنتج ما, يمكن أن يهدد نجاح عملك. لذلك، يصبح التصدي لـ “FOMO” أمرًا ضروريًا للأعمال لا مفر منه. قبل التغلب على هذا التحيز التسويقي، يجب علينا أولاً أن نفهم ما هي هذه الظاهرة، و ماهو تأثيرها على مديري المنتجات. سنلقي أيضًا نظرة على أمثلة من الصناعات التي قامت بإنشاء منتجات بسبب FOMO وفشلت في النهاية. و سنقدم بعض النصائح حول كيفية تجنب مخاطر التحيز نحو هذه الظاهرة.
الخوف من التخلف، المعروف شائعًا بتسمية FOMO، هو عاطفة قوية يمكن أن تكون سلاحا ذو حدين وتؤدي إلى اتخاذ قرارات قصيرة المدى. بينما قد لا يوافق مديرو المنتج على تعبير FOMO، إلا أن رؤية المنافسين يحققون نجاحًا مع منتجات رقمية معينة يمكن أن تكون مغرية للتفكير في قدرتك على تكرار نجاحهم. ذلك من شأنه أن يشوه فهم احتياجات وتفضيلات العملاء ويعطل إبداع القيمة على المدى الطويل.
يستغل تحيز التسويق من جراء الخوف من التخلف (FOMO) الميول النفسية الفطرية لاتخاذ قرارات بناءً على الخوف من التخلف أو الرغبة في أن يكون المرء جزءًا من اتجاه معين. يمكن أن يؤدي هذا التحيز إلى إسراع مديري المنتج في إطلاق منتجات سوقية قد تؤدي الى الفشل.
عندما يصبح الخوف من التخلف (FOMO) هو القوة الدافعة وراء تطوير المنتج، فإن مركز اهتمامك ينصب على المنافسة، والذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات تفاعلية بدلاً من البقاء وفيًا لرؤيتك للمنتج. يمكن أن يقودك هذا إلى الاندفاع في عملية التطوير، مما ينجر عنه منتجات لا تلبي احتياجات سوقك المستهدف.
في صناعة التكنولوجيا، هناك العديد من الشركات التي تتسرع في إطلاق ميزات أو منتجات جديدة ردًا على إعلانات المنافسين، لتجد بعد ذلك أن هذه الإضافات لا تتماشى مع العرض الأساسي للمنتج أو لا تلبي احتياجات العملاء بشكل فعال.
في عام 2013، كانت جميع شركات التكنولوجيا الكبيرة تتوجه نحو الأجهزة القابلة للارتداء ء ولا سيما الساعات الذكية. بالنسبة للكثيرين، تعتبر هذه الساعات الخطوة التالية نحو حياة معتمدة على التكنولوجيا، ولكن الاهتمام لم يكن مركزًا على الساعات الذكية بالنسبة لشركة جوجل. اذ قدمت الشركة “جوجل غلاس” جهاز عيون قابل للارتداء يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع العالم من حولهم بدون استخدام اليدين. في عام 2015، فشل جوجل غلاس. كان فعالًا فقط في سيناريوهات محددة للأغراض الطبية والمهنية. كان المنتج ضحية لتحيز التسويق جراء الخوف من التخلف، الذي كان خشية أن يتخلى منافسوا جوجل عنها إذا لم يطلقوا جهازًا قابلًا للارتداء. عجلوا بطرح المنتج في السوق دون أن يأخذوا بعين الاعتبار احتياجات سوقهم المستهدف بشكل كامل.
ان الخوف من التخلف (FOMO) قد يدفع مديري المنتج لتجاوز الخطوات الأساسية في عملية اكتشاف المنتجات، مما يؤدي إلى تجاهل معلومات حاسمة حول تفضيلات الجمهور المستهدف والاحتياجات التي يعانون منها. فقد تفقد المنتجات التي يتم إطلاقها بناءً على اتجاه مؤقت شعبيتها مع مرور الوقت.
أبل هي أفضل مثال لشركة تمكنت من استغلال شعبية التوجهات ولا تزال تعمل على تطوير منتجات مستدامة على المدى الطويل. تؤمن أبل بالمنتجات ذات القيمة القصوى الممكنة بدلاً من نظيراتها ذوات القيمة القصوى الدنيا. ذلك يمنحهم المجال لتطوير منتجات مبتكرة تخضع لأبحاث سوق شاملة واكتشاف عملائهم عن كثب .
كانت Apple من بين أولى الشركات التي قامت بإطلاق ساعة ذكية. بحيث قاموا بتحديد أولويات عملية اكتشاف المنتج بشكل صحيح لفهم ما يحتاجه الناس في ساعة ذكية. نتيجة لذلك، شهدت ساعة أبل نجاحًا، و لا تزال واحدة من أكثر الساعات الذكية شهرةً في السوق، حيث تلبي احتياجات الناس من جميع المهن كالرياضيين والعاملين في المجال الطبي والأساتذة وحتى المراهقين. نجاح أبل هو دليل على أهمية التركيز على السيرورة المستدامة على المدى الطويل وإنشاء منتجات تتماشى مع احتياجات العملاء.
سلبيات قرارات المنتجات المدفوعة بالخوف من التخلف (FOMO) :
1. إهدار الموارد: يمكن أن تؤدي قرارات المنتجات المدفوعة بالخوف من التخلف إلى إهدار الوقت والمال والموارد البشرية. اذ يتم اتخاذ هذه القرارات بدون تخطيط دقيق، مما يؤدي إلى فشل المنتجات .
2. تضرر سمعة العلامة التجارية: غالبًا ما تؤدي القرارات الناجمة عن الخوف من التخلف إلى إطلاق منتجات لا تحظى بإعجاب العملاء، مما يؤدي إلى خلق انطباع سلبي عن الشركة.
3. فقدان ثقة العملاء: يمكن أن يتسبب الضرر الذي يلحق بسمعة العلامة التجارية في فقدان الثقة في الشركة وانخفاض ولاء العملاء.
4. المكاسب قصيرة المدى مقابل تحقيق الاستدامة على المدى الطويل: يمكن أن تدفع الرغبة في تحقيق المكاسب السريعة والانتصارات الانية الى اتخاذ قرارات حول المنتجات تكون مدفوعة بالخوف من التخلف (FOMO). ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الأسلوب إلى المساومة على ديمومة المنتج على المدى البعيد، والإهمال في إرساء أسس راسخة لنموه واستمراريته.
5. نقص التوافق بين المنتج والسوق وقبوله من العملاء: عندما يُطلق المديرون منتجًا بناءً على خوفهم من التخلف عن التوجه العام، قد لا يتم التحقق بشكل جيد مما إذا كان المنتج يحل مشكلة كبيرة بالفعل بالنسبة للسوق المستهدف. و يمكن أن يؤدي هذا النقص في التوافق بين المنتج والسوق إلى قلة قبوله من العملاء وفشله.
6. التغاضي عن المنافسة والتميّز: غالبًا ما تنبع قرارات المنتجات الناجمة عن الخوف من التخلف, من رغبة في مواكبة المنافسين أو تقليد المنتجات الناجحة في السوق. اذ أن عدم النظر في المنافسة وتمييز المنتج يمكن أن يؤدي إلى سوق مكتظ بالمنافسة وفرص محدودة لتحقيق النجاح.
كيفية التعامل مع هاجس الخوف من التخلف في السوق كمدير منتج:
ان مواجهة التحيز سنؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل وأكثر إبداعًا، مما ينتج عنه منتج أفضل وأكثر شمولية.
أفضل طرق لمنع تأثير الخوف من التخلف عن القرارات المتخذة حول منتجك هي:
الوعي: لا يمكنك تقليل التحيز إذا لم تعترف بوجوده في المقام الأول.
التعلم: تعلم كيف يمكن أن يؤثر الخوف من التخلف عليك وعلى فريقك. و كيف له تأثير أيضا على عملائك. التعلم يؤدي إلى زيادة الوعي والفرص لاتخاذ إجراآت إيجابية.
الأهداف: لا تسمح لأهداف منتج قصيرة المدى بتجاوز أهداف الشركة على المدى البعيد.
المنظور: قم بتوسيع مجال التعليقات من العملاء والفريق لتجربة وجهات نظر مختلفة. وفقًا لمجلة هارفارد للأعمال، فإن الفِرَق والشركات التي تتمتع بتنوع في التركيب تكون أكثر بنسبة 70٪ قدرة على الوصول إلى سوق جديدة من الشركات التي لا تتمتع بالتنوع.
سنقدم بعض الطرق التفصيلية الأكثر فعالية للتعامل مع الخوف من التخلف (FOMO):
1. إجراء دراسة موضوعية للسوق وتحليله: تذكر أن جميع التوجهات غير متساوية؛ فبعضها مجرد ظواهر سريعة الاندثار، في حين يمتلك البعض الآخر القدرة على الاستمرار طويلًا. من المهم جدًا إجراء دراسة موضوعية للسوق وتحليله. سيساعدك ذلك في فهم نطاقات المنافسة في السوق وتحديد الاتجاهات التي من المرجح أن تكون متواصلة على المدى الطويل.
2. بناء رؤية واستراتيجية منتج قوية: يجب أن تستند رؤيتك للمنتج أيضًا إلى فهم عميق للسوق واحتياجات عملائك. و يجب أن تكون استراتيجية منتجك خطة مفصلة لكيفية تحقيق رؤيتك للمنتج و أن تشمل خارطة طريق لتطويره.
3. تحقيق التوازن بين احتياجات العملاء والاهتمامات المتعلقة بالتوجهات: أفضل طريقة لتحقيق التوازن بين احتياجات العملاء والاهتمامات المتعلقة بالتوجهات هي التركيز على الاستمرارية على المدى الطويل. وهذا يعني تطوير منتجات تلبي احتياجات العملاء وتكون ذات صلة أيضًا بأحدث التوجهات.
4. الاختبار والتكرار للتحقق من قيمة المنتج: اختبر المنتج باستمرار وقم بتكرار العملية للتحقق من قيمته، و لك أن تحصل على تعليقات العملاء في وقت مبكر وبشكل متكرر، ثم قم بإجراء التغييرات على المنتج بناءً على هذه التعليقات. من خلال الاختبار والتكرار، يمكنك التأكد من أن منتجاتك تلبي احتياجات العملاء وتوفر قيمة حقيقية.
5. تحسين جودة البيانات والتحليلات لدعم القرارات المتخذة: يجب على مديري المنتجات جمع البيانات حول سلوك العملاء وتوجهات السوق وأنشطة المنافسين. فتكون هذه البيانات وسيلة لاتخاذ قرارات حول تطوير المنتج والتسويق والتسعير.
6. تنمية التشكيك الصحي نحو رسائل تسويقية: يتضمن ذلك النظر إلى المزاعم والتكتيكات التسويقية بعقلية نقدية وعدم الانحياز للضغوط لاتخاذ إجراء فوري. يتيح ذلك تقييمًا أكثر توازنًا وموضوعية لرسائل التسويق، مما يؤدي إلى اتخاذ استراتيجيات تتماشى مع نجاح الشركة على المدى البعيد واحتياجات السوق المستهدفة الحقيقية.
في تيريفيك استوديو ، سيقوم فريقنا في خضم عمليات اكتشاف المنتجات الخاصة بك على التعامل مع التحيز الناتج عن الخوف من التخلف، من خلال تحديد أسواق جديدة، وفهم احتياجات العملاء، وتوليد أفكار فريدة تقدر التنوع في وجهات النظر.
ما يميّزنا هو تقديم هذه الخدمة كفريق، مما يتيح لنا الذهاب إلى ما وراء الفهم السطحي لاحتياجات العملاء. نحن نقوم بالفحص الدقيق لأبحاث السوق، ونجري مقابلات شاملة مع المستخدمين، ونعتمد تحليلات البيانات المتطورة لاكتشاف رؤى تدفع تطوير المنتجات بمعنى حقيقي.
من خلال إعطاء الأولوية لخلق القيمة على المدى الطويل عوضًا عن تحقيق أهداف التسويق على المدى القصير بالخوف من التخلف (FOMO) ، نضمن أن المنتجات التي نساعد في اكتشافها لها تأثير دائم على السوق. نحن نأخذ الوقت لتقييم الفرص بدقة ومزامنتها مع أهداف عملك، مما يضمن أن كل منتج لديه أساس راسخ للنجاح. احجز مكالمة مجانية معنا اليوم لتعزيز عملية اكتشاف منتجاتك، واستغلال الفرص المتاحة واختبار الأسواق الحالية.